كلمة “واسطة” في ثقافتنا محمّلة بمشاعر سلبية: محسوبية، ظلم، أو فرص مسروقة. لكن لو نطلع على بيئات العمل العالمية، رح نلاقي إن نفس المبدأ يُسمى Networking، ويعتبرونه مهارة أساسية لا غنى عنها لأي شخص يبغى يترقى أو يوسع آفاقه المهنية.
الفرق مش في الكلمة، بل في الطريقة والنية:
-
هل أستخدم علاقاتي لآخذ فرصة ما أستحقها؟
-
أم أبني جسور متبادلة المنفعة، أتعلم من الآخرين وأخليهم يتعلمون مني؟
ليه العلاقات أهم من الشهادات أحيانًا؟
الأبحاث تقول كل شيء.
وفقًا لـ Harvard Business Review، أكثر من 85٪ من الوظائف المهمة يتم الحصول عليها عبر العلاقات الشخصية أو المهنية، مش من مجرد تقديم إلكتروني. السبب بسيط:
-
الثقة تبنى من معرفة مباشرة.
-
الشخص اللي يزكّيك أمام الإدارة مو ورقة سيرة ذاتية، بل شخص يعرفك ويشهد لك.
يعني ممكن شهادتك الممتازة توصلك للمقابلة، لكن علاقتك الصحيحة هي اللي تفتح لك الباب الكبير.
كيف تبني “واسطة إيجابية“؟
الواسطة الإيجابية ما تجي بلمح البصر، هي استثمار طويل المدى في الناس. بعض الطرق العملية:
-
شارك نجاحات غيرك
مدح زميلتك أو زميلك أمام الفريق أو الإدارة يخلق تقدير متبادل. الكلمة الطيبة تصنع صدى. -
وسّع دائرة علاقاتك
تواصل مع موظفين من أقسام ثانية. يمكن تتعلم منظور جديد أو تلاقي فرص تعاون مستقبلية. -
قدّم المساعدة بلا مقابل
لما تساعد شخص من غير ما تنتظر مردود فوري، أنت تبني رصيد من السمعة والثقة رح يذكرك فيه وقت الحاجة. -
احضر فعاليات وورش خارج شركتك
شبّك مع ناس من مجالك أو مجالات قريبة. كل لقاء ممكن يكون بذرة لعلاقة مهنية تفتح لك باب كبير لاحقًا.
الأثر على مسارك الوظيفي
العلاقات القوية تفتح لك فرص ما تنوجد في لوائح الوظائف المعلنة:
-
تدريب داخلي مع فريق محدد.
-
الانضمام لمشروع مميز أو دولي.
-
توصية مباشرة للترقية.
الأهم إنك تبني سمعة بأنك شخص موثوق، إيجابي، يعرف يتعامل مع الناس. وهذه السمعة هي “عملة اجتماعية” أقوى من أي امتحان أو تقييم.
الواسطة الإيجابية مو عيب، بل مهارة ذكية. النجاح ما يعتمد فقط على “وش تعرف”، بل على “مين يعرفك وكيف يشوفك”.
بكلمة ثانية: العلاقات شبكة أمان وفرص، إذا عرفنا نبنيها بنزاهة، رح ترفعنا درجات وتفتح لنا أبواب ما كنا نتخيلها.